نقاش حول "التلوث الكهرومغناطيسي " و علاقته بالإنسان وصحته ، خطورته علي البيئة العامة ؟
هناك بعض التساؤلات التي تخطر علي بال الإنسان حول التلوث الكهرومغناطيسي ؟
هل تتأثر صحتنا بالأدوات الكهربائية التي نستخدمها في منازلنا يوميا؟
وما مدى تأثير هذه الأجهزة والأدوات على أجسامنا؟
يتعرض الإنسان وبشكل متواصل إلى سيل من الإشعاعات المختلفة المصادر والتأثيرات التي تطارده في كل مكان في العمل والشارع والمنزل وحتى في غرفة النوم. بعض هذه الإشعاعات ناتج عن محطات البث الراديوي وعن الخطوط الناقلة للتيار الكهربائي، وبعضها الآخر ناتج عن الأجهزة الكهربائية في المنزل والمستشفى...الخ.
هل تتأثر صحتنا بالأدوات الكهربائية التي نستخدمها في منازلنا يوميا؟
وما مدى تأثير هذه الأجهزة والأدوات على أجسامنا؟
يتعرض الإنسان وبشكل متواصل إلى سيل من الإشعاعات المختلفة المصادر والتأثيرات التي تطارده في كل مكان في العمل والشارع والمنزل وحتى في غرفة النوم. بعض هذه الإشعاعات ناتج عن محطات البث الراديوي وعن الخطوط الناقلة للتيار الكهربائي، وبعضها الآخر ناتج عن الأجهزة الكهربائية في المنزل والمستشفى...الخ.
فمثلاً،
استعمال المجفف الكهربائي ليلاً يؤدي لحدوث اضطراب في إفراز هرمون الميلاتونين،
لهذا يعاني الشخص من اضطرابات في النوم، لذا ينصح الخبراء بعدم استعمال المجفف
الكهربائي بعد الساعة السابعة مساء.
ومازالت
هذه الإشعاعات تزداد فعالية وحدة وغزارة مع تقدم تكنولوجيا البث الفضائي
والاتصالات اللاسلكية المختلفة، حتى امتلأت السماء بما يشبه الضباب
الكهرومغناطيسي. عندما يزيد معدل الإشعاعات الكهرومغناطيسية عن الحدود الآمنه
تتحول إلى تلوث بيئي خطير يؤثر على صحة الإنسان بشكل مباشر ويصيب وظائف الجهاز
العصبي والقلب والشرايين وحاسة النظر.
والخطير
في هذا النوع من التلوث أنه لا يتم إدراكه بواسطة حواس الإنسان لكي يتم تلافيه، ومشكلة
الإنسان معه أنه لا يعرف بوجوده رغم وجود عوارضه. قد يشعر الإنسان بألم في الرأس
أو صداع أو تعب أو إعياء، فقدان للتوازن أو فقدان للذاكرة، انخفاض ضغط الدم وبطء
في نبضات القلب، وذلك نتيجة للتعرض لحقل كهربائي أو مغناطيسي، لكن ورغم كل هذه
العوارض لا يعرف السبب.
في
دراسة أجريت بجامعة تورنتو على 211 طفلاً مصاباً بسرطان الدم «اللوكيميا» والتي
استمرت ثماني سنوات، تبين أن التعرض الكثيف للحقل الكهرومغناطيسي قد ضاعف من
الإصابة بسرطان الدم بمعدل أربع مرات بالمقارنة مع الأطفال الآخرين الذين لم
يتعرضوا لمثل هذا الحقل.
"مصادر
التلوث الكهرومغناطيسي"
تنتج
المجالات الكهرومغناطيسية في المنازل بتشغيل الأجهزة والمعدات المنزلية
الكهربائية. كما أن المنازل القريبة من خطوط نقل الطاقة الكهربائية أو ذات
التوصيلات الكهربائية الغير سليمة من الممكن أن تكون ذات قيمة عالية للمجالات
الكهرومغناطيسية. من المؤكد أنه عند تشغيل أي جهاز منزلي كهربائي يتولد مجال
مغناطيسي، وعندما يكون الشخص قريبا منه يتعرض لهذا المجال ويخترق جسده مما قد
يعرضه للخطر. من هذه الأجهزة مجففات الشعر وماكينات الحلاقة الكهربائية
والسخانــــات وأفــــران الميكروويف ومكيفات الهواء ولمبات الفورسنت وأجهزة
التلفزيون والفيديو وأجهزة الرد على التيلفون والخلاطات ومجهزات الطعام والثلاجات
وغسالات ومجففات الملابس وأجهزة التيلفون المحمول وصانع القهوة. هذه الأجهزة
والمعدات الكهربائية تولد مجالات مغناطيسية عالية بالقرب منها وتقل بسرعة كلما
ابتعدنا عنها، لذا يجب أن يكون الشخص بعيدا عنها عند تشغيلها. أي أن درجة التلوث
بالموجات الكهرومغناطيسية تزيد كلما اقتربنا من المصدر، وقيم تلك المجالات لبعض
المصادر معطاه بالملي جاوس وعلى مسافات 10، 30، 50سم. أفضل وقت لتفريغ الجسم من
الملوثات الكهرومغناطيسية هو الصلاة، فعند السجود تتفرغ كل الشحنات
الكهرومغناطيسية في الأرض.
"درجة
التلوث المسموح به"
في
عام 1996م تبنت منظمة الصحة العالمية مشروعاً دولياً لدراسة الآثار الصحية
للمجالات الكهرومغناطيسية الصادرة عن محطات وخطوط كهرباء الضغط العالي، ومحطات
البث الإذاعي والتلفزيوني، والرادارات والتيلفون المحمول. قام الباحثون بتقسيم
الترددات الراديوية إلى مجموعات فرعية، ويختلف معيار الأمان، والذي يعرف على أنه
درجة التلوث المسموح بها أو الجرعة المسموح التعرض لها من مجموعة إلى أخرى كما
يلي:
* الترددات الراديوية أقل من 1 ميجا هيرتز والمستويات المنخفضة، قد تنتج ارتفاعا في
درجة الحرارة ولكن الجلد البشري يعمل كمنظم حرارة طبيعي لذا يتم التخلص من الحرارة
الزائدة عبر الجلد. كما أنها تسبب سريان تيار كهربائي داخل الأنسجة. وقياس جرعة
الإشعاع المسموح بها في هذه الحالة يحسب من خلال ما يعرف بكثافة التيار التي تعرف
بالتيار الكهربائي الذي يقطع وحدة المساحات عموديا عليها خلال زمن واحد ثانية،
ووحدة قياسها أمبير لكل متر مربع.
* الترددات أكبر من 1 ميجا هيرتز، تسبب ارتفاعا في درجة حرارة الجسم لأنها تخترق
الجلد وتعمل على تحريك الأيونات وجزيئات الماء. ويعتمد عمق الاختراق على تردد
المجال فكلما كان التردد صغيرا زاد عمق الاختراق. وقد وضع معيار الأمان لهذا المدى
من الترددات من خلال ما يعرف بمعدل الامتصاص النوعي ويعرف بأنه كمية الطاقة التي
تمتصها وحدة الكتل خلال زمن قدره واحد ثانية، وبالتالي فإن وحدة القياس لها هي واط
لكل كيلوجرام. ويختلف معيار الأمان من بلد لآخر، فألمانيا تعترف بمعدل امتصاص
2واط/كيلوجرام، ولجنة الرقابة الأمريكية تقر بمعدل امتصاص لا يتعدى
1,6واط/كيلوجرام. ويذكر أن الحرارة المستحثة الناتجة عن التعرض لمجال راديوي قد
تسبب نقصاً في القدرة البدنية والذهنية وتؤثر في تطور ونمو الجنين وقد تحدث عيوب
خلقية، كما تؤثر على خصوبة النساء.
* الترددات فوق 10 جيجا هيرتز، ذات كثافة أكبر من 1000واط/متر مربع، تتسبب في
الإصابة بمرض عتامة العين (المياه البيضاء)، كما تسبب حروقا في الجلد. وهذه
الكثافة أمر كاد يكون غير موجود في الطبيعة إلا بالقرب من بعض الرادارات القوية.
وقد وضع معيار الأمان هنا من خلال كثافة الطاقة ووحدة القياس هي واط/متر مربع
وتتفاوت معايير الأمان بشكل ملحوظ من بلد لآخر، ويتفاوت الاهتمام بالآثار الصحية
التي يمكن أن يسببها التعرض لمجال الترددات الراديوية فوق حدود الأمان.
تزداد
كمية الامتصاص الإشعاعي بزيادة فترة التعرض له، كما تتأثر هذه الكمية بنوع
الملبوسات، حيث يعمل بعضها كعاكس للموجات الكهرومغناطيسية.
"الأمراض
الناجمة عن التلوث الكهرومغناطيسي"
الموجات
الكهرومغناطيسية تمتلك القدرة على إحداث أضرار بالغة على صحة من يتعرض لها، ويعتمد
مقدار هذا الضرر على عدة عوامل من أهمها قوة هذه الموجات والمسافة التي تفصلنا عن
مصدر الموجات، وأيضا طبيعة جسم الإنسان الذي يتعرض لها والعمر والوزن والاستعدادات
الوراثية للأمراض. ومن أهم الأمراض التي قد تصيب الإنسان عند التعرض لتلك الملوثات
الكهرومغناطيسية هي:
- التسبب في حدوث بعض أنواع السرطانات ومن أهمها سرطان الثدي وسرطان الدم.
- التسبب في حدوث بعض أنواع السرطانات ومن أهمها سرطان الثدي وسرطان الدم.
-
الشعور العام بالارهاق والتعب والخمول والكسل وعدم الرغبة في العمل.
-
اضطراب وظائف الدماغ وعدم التركيز الصحيح.
-اضطراب معدلات الكالسيوم في الجسم.
-
ازدياد احتمالية حدوث بعض أمراض القلب.
-
تعطيل بعض وظائف الخلايا في الجسم.
ـ تدمير البناء الكيميائي لخلايا الجسم.- تشوه الأجنة.
-
اضطراب وتشوه الرؤية.
-
الشرود والهذيان.
-
كلما قل العمر زاد امتصاص الجسم للإشعاع فالكمية التي يمتصها الطفل أكبر من التي
يمتصها البالغ.
"الوقاية
من التلوث الكهرومغناطيسي"
رغم
أن الآثار الصحية للمجالات الكهرومغناطيسية مازالت محل خلاف بين العلماء إلا أنه
لا خلاف على أن طول زمن التعرض لهذه المجالات يلحق ضررا بصحة الإنسان، لذا فإن
إجراءات الوقاية تدور في مجملها حول تقليل فترة التعرض لهذه المجالات ووضع العوازل
التي تقلل من شدتها، وفي هذا الشأن يتعين القيام بما يلي:
-
الاحتفاظ بمسافة كافية بين الشخص وبين الأجهزة الكهربائية.
-
وضع الساعة المنبهة والساعة الكهربائية وآلات إجابة نداء الهاتف الآلية بعيدا عن
السرير بما لا يقل عن 1.5 متر.
-
الجلوس بعيدا عن شاشات العرض المختلفة بحيث لا تقل المسافة عن ذراع على الأقل.
-
يجب إطفاء الشاشة عند عدم استخدامها.
-
استخدام عوازل لحجب المجال الكهرومغناطيسي المتولد عن الكابلات الكهربائية أو
تخفيفه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق